مبدأ الحياة الاساسي قوة العقل والتفكير ..!!

(من الجيد أن ندخل الاشياء المفيدة الى عقولنا , ولكن من الرائع أن نتمكن من أخراج الكنوز المخبأة بداخلها )

قال المتنبي :
      ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
                                           وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ولكن ما الذي دفعه الى قول هذا ؟ أنها ببساطة الطبيعة الانسانية التي تنتظر التصفيق من الاخرين وعند عدم حدوث هذا التصفيق يصاب المرء بالاحباط حتى لو لم يتعرض للنقد , فقط بمجرد تجاهله وهو الذي فكر وأبدع وأنتج فلا يلتفت له أحد .! لذا فان التفكير يجب أن يكون للذات أولا وليس للاخرين ..
فعندما نقرر أن نفكر , والتفكير حتى يكون أمرا حياتيا يوميا أو على الاقل مستمرا هو بحاجة لقرار وعليك اذا أن تكون قادرا على اتخاذ القرار واتخاذ القرار يعني حتما الالتزام الاخلاقي بتنفيذه .اذا عندما نمتلك هذا القرار نكون قد وصلنا الى اجابة السؤال القاتل :لماذا نفكر ؟ ما الفائدة من التفكير ؟ في اي شيئ سنفكر ؟ ان التفكير يكون نابعا من الاهتمام أو الحاجة ولكن الحاجة او الاهتمام قد لا تكون امرا مستمر . فلدي حاجة او اهتمام بشيئ فكرت فيه ووصلت الى نتيجة او لم اصل ولكن الامر انتهى ..!! هذا يعتمد على قياس قطر الدائرة التي تضع نفسك بها . اذا عندما نتخذ القرار بالتفكير سنرسم دائرة حول انفسنا واضعين فيها كل حاجتنا واهتماماتنا ولتحقيق الاستمرارية سنجعل من قطر الدائرة مستقيما وليس قطعة مستقيمة فيكون قابلا لتوسيع الدائرة دائما ....!!
ان المعضلة الاساسية التي تواجه عقولنا (الواعية على الاقل ) هي ادراك مفهوم البداية والنهاية فعندما اخترعنا الارقام لنعد الاشياء بدانا بواحد اثتنين ثم لم نعرف أين ينتهي العد .؟! ثم ظهرت الحاجة لنعبر عن اللا شيئ بالعدد صفر ثم اكتشفنا عند رسمنا لمستقيم الاعداد انه على يسار الصفر يمكن وضع نفس الارقام الموجودة على يمينه باعطائها اشارة سالبة وكان هذا نتاجا لتطور تفكيرنا وتغيير حياتنا اننا لا نعلم اين ينتهي طرفا هذا المستقيم فعبرنا اصطلاحا عن ذلك ب بموجب" مالانهاية" وسالب "ما لا نهاية "....
ان التفكير قادني الى اعتقاد ان الاشياء من حولنا بسيطة ومتشابهة ولكن جهلنا بحقيقتها وحجمنا يلعب دورا في الغرق الحاصل لنا عند البحث .. فنحن مثلا لا نستطيع الانتظار لنرى تغيرا في الارض مثلا كتكون المحيطات وتطور الحياة لان عمرنا مهمل بالنسبة لهذه الفترة الزمنية فلو كانت الارض انسان مثلا وهي تمر بأحداث في حياتها فانك كانسان حدث مهمل وتافه بالنسبة لها لا يمكنها حتى ملاحظتك ..!! بينما حياتك مهمة بالنسبة لك ومليئة بالكثير من الاحداث والصراعات والقصص والذكريات ,لكنك في حياتك هذه لن تلاحظ حياة ذبابة مثلا لان الفترة التي تعيشها أصغر من أن تلاحظ تفاصيلها وهي بالنسبة لك طيران عشوائي من هنا وهناك لا هدف منه ولكن بالنسبة للذبابة فهي مليئة بالاحداث والصراعات وقصص الحب الرومانسية والتفكير في كيفية تحسين حياة الذباب الاخريات قد تكون هذه الذبابة قيادية مثلا ولديها فلسفة غيرت عالم الذباب بينما انت لم تلاحظ هذا الشيئ لان عمرها قصير وافعالها بالنسبة لك تافهة ....!!
ما أريد ايضاحه في هذا المقال أن التفكير قد يقودك لأمور وحقائق مناقضة للمسلمات التي ترعرعت عليها ,وقد يقودك ببساطة الى حقيقة أنهم كذبو عليك لسنوات طويلة وعليك أن تكون شجاعا كفاية لتواصل التفكير وتصل الى قناعاتك الخاصة
هنالك الكثير من الكتب والابحاث التي تحدثت عن قوة العقل وتقنيات التحكم به كعصف الدماغ والتركيز وتدريب الذاكرة ,ويمكن اختصار كل هذا بعاملين هما القدرة الفطرية التي تولد معك وهي مميزة لك , والعامل الثاني هو التدريب ,والتدريب هو الاهم لأن العضو الذي لا يستعمل يضمر ,يصل التدريب الى نتيجة تحسين القدرة الفطرية وعدم التدريب سيدمر القدرة الفطرية حتما ....
لنتخيل عالما مليئا بالمفكرين , كم سيكون هذا العالم خلاقا ومبدعا ؟ وعندما نفكر وتتأزم الافكار يجب أن نبحث عن فكرة كوميدية فالابتسامة أرقى ما يمكن أن نقدمه , لان الابتسامة هي دليل وجود العقل الذي نستخدمه في التفكير أنها دعوة للابتسام دائما وفي كل الظروف ..